فلم فريد من نوعه

فيلم «تايتانيك» هو سابع فيلم للمخرج والكاتب السينمائي الكندي المولد والأميركي بالتجنس جيمس كاميرون الذي تخصص أساسا في أفلام الخيال العلمي ذات الميزانيات الضخمة. ويعدّ هذا الفيلم معلما سينمائيا مهما لعدة أسباب. فقد حقق هذا الفيلم أعلى الإيرادات في تاريخ السينما، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 1,845 مليار دولار، واحتفظ بهذا اللقب حتى العام 2009. وكان أكثر فيلم تكلفة في تاريخ السينما حتى تاريخ إنتاجه، حيث بلغت ميزانيته 200 مليون دولار. ومن المفارقات أن هذا الفيلم تراجع إلى المركز الثاني في الإيرادات السينمائية العالمية بعد أن تقدم عليه فيلم الخيال العلمي «أفاتار» (2009) للمخرج نفسه جيمس كاميرون.
كما أن فيلم «تايتانيك» يتقاسم المركز الأول في عدد الترشيحات لجائزة الأوسكار، وهو 14 ترشيحا، مع فيلم «كل شيء عن حواء» (1950)، ويتقاسم المركز الأول في الفوز بتلك الجوائز، وهو 11 جائزة، مع كل من فيلم «بن هير» (1959) وفيلم «ملك الخواتم: عودة الملك» (2003). ويحتل الفيلم المركز الثالث والثمانين في القائمة المعدلة لمعهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي والتي صدرت في العام 2007.
يستند سيناريو فيلم «تايتانيك» إلى قصة حب خيالية بين شاب وفتاة من طبقتين اجتماعيتين مختلفتين تقدم في إطار أحداث تاريخية تتعلق بحادث غرق السفينة تايتانيك في مياه المحيط الأطلسي في العام 1912 في أولى رحلاتها من أوروبا إلى مدينة نيويورك. وتتضمن القصة بعض الشخصيات الحقيقية من ركاب تلك السفينة.
ومن المفارقات أن هذه السفينة التي اعتبرت أكثر السفن أمانا في التاريخ وأطلق عليها لقب «السفينة التي لا تغرق» غرقت إثر ارتطامها بجبل جليدي في اليوم الرابع من رحلتها الأولى، وذهب ضحية الحادث 1517 راكبا وبحارا، فيما نجا 705 من ركابها بواسطة قوارب النجاة، وكان معظم الناجين من النساء والأطفال.
ومن المفارقات المتعلقة برحلة هذه السفينة أن رجل الأعمال الأميركي الثري جي بي مورجان كان قد حجز ثلاث غرف فيها، إلا أنه ألغى الحجز خلال الساعات الأخيرة قبل إقلاع السفينة.
ومن المفارقات أن تكاليف إنتاج فيلم «تايتانيك»، وهي 200 مليون دولار، تبلغ أضعاف تكاليف بناء السفينة تايتانيك، التي كانت أكبر سفينة ركاب في زمانها، وهي 7,5 مليون دولار. وحتى إذا حسب هذا المبلغ بقيمته التضخمية في العام 1997 الذي عرض فيه فيلم «تايتانيك» فإنه يتراوح بين 120 و150 مليون دولار، وهو أقل بكثير من تكاليف إنتاج الفيلم.
من المفارقات أن الميزانية الأصلية لإنتاج فيلم «تايتانيك» كانت 135 مليون دولار، إلا أن امتداد فترة تصوير مشاهد الفيلم لشهرين إضافيين أسفر عن زيادة تكاليف إنتاج الفيلم إلى 200 مليون دولار. ومقابل الحصول على الزيادة الإضافية لهذه النفقات تنازل المخرج جيمس كاميرون عن أجره عن إخراج الفيلم، وقدره ثمانية ملايين دولار، مقابل الحصول على نسبة مئوية من إيرادات الفيلم. ومن المفارقات أن هذا التنازل كان في صالحه، فقد بلغت حصته من إيرادات الفيلم 115 مليون دولار، وهو أعلى دخل يحققه أي فنان في أي فيلم في تاريخ السينما، بمن في ذلك كبار نجوم السينما مثل توم كروز وتوم هانكس وجاك نيكولسون.
كان الممثل ليوناردو ديكابريو ممثلا مغمورا نسبيا قبل قيامه ببطولة فيلم «تايتانيك» الذي مثّل نقلة نوعية في مشواره السينمائي. وبالنظر للنجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم على شباك التذاكر، فقد ارتفع أجره من 2,5 مليون دولار عن دوره في هذا الفيلم إلى 20 مليون دولار عن فيلمه التالي «الرجل ذو القناع الحديدي» (1998). ومن المفارقات أن الاستوديوهين المشاركين في إنتاج فيلم «تايتانيك»، وهما باراماونت وفوكس للقرن العشرين، كانا اختارا الممثل ماثيو ماكينيكي لهذا الدور، إلا أن المخرج جيمس كاميرون أصرّ على إسناد دور البطولة للممثل ليوناردو ديكابريو. وكان من المرشحين الآخرين لهذا الدور أيضا الممثل البريطاني كريستيان بيل والممثل ماكولي كالكين.
كما أن الممثلة البريطانية كيت وينزليت لم تكن الخيار الأول للقيام بدور البطولة النسائية في فيلم «تايتانيك»، فقد رشحت قبلها لهذا الدور الممثلة جوينيث بالترو. وقامت بدور بطلة القصة بعد تقدمها في السن الممثلة جلوريا ستيوارت بعد أن اعتذرت عن أدائه الممثلتان المخضرمتان فاي راي وآن روذرفورد.
ومن المفارقات الأخرى أن الممثلتين كيت وينزليت وجلوريا ستيوارت رشحتا عن دوريهما لجائزة الأوسكار، وأصبحتا أول ممثلتين ترشحان لجائزة الأوسكار عن الدور نفسه. وكانت الممثلة جلوريا ستيوارت في سن 86 سنة الممثلة الوحيدة في الفيلم التي كانت على قيد الحياة عند وقوع حادث غرق السفينة تايتانيك، وأكبر ممثلة سنا في سن 87 سنة ترشح لجائزة الأوسكار.
وأصبح فيلم «تايتانيك» أول فيلم من إخراج وإنتاج وتأليف ومونتاج الشخص نفسه، وهو جيمس كاميرون، يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأول فيلم يفوز بهذه الجائزة دون أن يرشح لجائزة أفضل سيناريو منذ فيلم «صوت الموسيقى» (1965).
وقد أصر المخرج جيمس كاميرون على أن لا يتضمن الفيلم أي أغنية، حتى أثناء عرض أسماء المشاركين فيه في بداية الفيلم، إلا أن مؤلف الموسيقى التصويرية الموسيقار جيمس هورنر اتفق مع مؤلف الأغاني ويل جنينجز والمغنية الكندية الشهيرة سيلين ديون على تأليف وتلحين الأغنية الرقيقة «قلبي سيستمر»، التي أعجب بها المخرج جيمس كاميرون عندما استمع إليها ووافق على إضافتها إلى الفيلم. ومن المفارقات أن هذه الأغنية فازت بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية. وأصبح فيلم «تايتانيك» أول فيلم غير موسيقي يفوز بجائزتي الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل أغنية.
وأخيرا وليس آخرا، فإن الديكور والأثاث والسجاد والثريات التي استخدمت في السفينة في في فيلم «تايتانيك» كانت أصلية، وقامت بإنتاجها الشركات نفسها التي أعدت تلك المواد للسفينة تايتانيك التي غرقت في العام 1912. كما أن الكافيار الذي تناوله ركاب الدرجة الأولى في السفينة في مشاهد الفيلم كان أصليا ومن الأصناف الفاخرة.

فيلم رووووووووعة شكرا اخي

» ابتكار فريد من نوعه يقوم بشحن الاجهزة الالكترونية عن طريق التنفس
» آه يا عيون يملكه شخصٍ فريد